المشترك بين الأعلى والغاشية
الحمد لله رب العالمين، أنزل القرآن هدى للمتقين، وحجَّة على الناس أجمعين، نحمده حمد الشاكرين، ونستغفره استغفارَ المذنبين، ونسألُه من فضله العظيم؛ فهو - سبحانه - مبتدئ النعم ومتمِّمها، وهو - عز وجل - مَن يستحقُّ شكرَها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحكمةُ الباهرة في شرعه، وله الحجَّةُ البالغة على خلقه؛ {قُلْ فَللهِ الحُجَّةُ البَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأنعام: 149]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أنصح الناس للناس وأتقاهم لله - تعالى - ترَكَنا على بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أمَّا بعدُ:
فأوصي نفسي وإياكم - عباد الله - بتقوى الله - تعالى - فإنها الصفقة الرابحة، والوصية الجامعة، وصَّانا بها ربنا - جل في علاه -: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ} [النساء: 131]، ووصَّانا به رسوله - صلى الله عليه وسلم - في موعظته التي ظنَّ الصحابة - رضي الله عنهم - أنها موعظة مودِّع، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أوصيكم بِتَقْوَى الله))، فخذوا عن ربكم - سبحانه وتعالى - وصيته، وخذوا عن نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وصيَّته؛ والزَموا التقوى فإنها نعم العُدَّة ليوم لا تنفع فيه شفاعة ولا خلة.
أيها الناس:
يوم الجمعة يومٌ عظيم مبارك، جعله الله - تعالى - للمسلمين عيدًا، واختصَّه بجملةٍ من الخصائص، من أعظمها هذه الصلاة التي يجتمع لها المسلمون في المساجد؛ ليستمعوا للتذكير والموعظة فتكون زادًا لهم في أسبوعهم، ومن خصائص صلاة الجمعة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سنَّ فيها قراءةَ سُوَر مخصوصة، هي الجمعة والمنافقون، أو الجمعة والغاشية، أو الأعلى والغاشية
الباقي بالالوكة
http://www.alukah.net/articles/1/8360.aspx